أشار رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، بعد جلسة للجنة بالبرلمان، إلى أنّ "الجلسة كانت مخصصة للملف الصحي والاستشفائي، بجزئي كيفية توزيع الاعتمادات والسقوف للمستشفيات الحكومية والخاصة وفق ما أقر في موازنة 2024 نتيجة جهد وزارة الصحة ولجنتي الصحة والمال والموازنة، وتأمين ادوية السرطان والأدوية المستعصية والمزمنة بعد تحويل لجنة المال 10 آلاف مليار من الاحتياط لموازنة وزارة الصحة في موازنة 2024".

وقال: "بعدما عرض وزير الصحة المعايير المعتمدة للسقوف المالية، والأخذ بالاعتبار السقوف التي كانت معتمدة في العام 2019 للخاص، وجرى ضربها بـ6،5، والعام بـ9 من دون أي تغيير. كانت هناك مطالبة من عدد من النواب، بعدم اعتماد مبدأ الاستخدام فقط. وحصل نقاش مستهب وطويل، ويخرج عن الاطار المناطقي والطائفي، بمعايير وطنية وعلمية، وبتنعاون كامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ووصلنا الى الحل التالي: أخذنا وعداً وتعهداً من وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، بتأمين التغطية على قدر العمل في المستشفيات بما يخص عمليات القلب والجراحات والتمييل. ما يعني تغطية تجاوز السقوف من قبل وزارة الصحة وفق معايير وشروط محددة. وهناك مستشفيات تقدم الخدمات للمواطن أكثر من سواها، وتحصل على ما تحتاجه من سقوف، ويفترض بالمستشفيات الأخرى تقديم الخدمات للمواطن بوتيرة أفضل للاستفادة من الحل الذي توصلنا اليه. وهو ما يحلّ مشكلة اساسية لما كان مطروحاً، في المتن الشمالي او كسروان أو عكار أو أي منطقة أخرى، بالتساوي والعدالة، وتوفير الخدمة للناس".

وأكد كنعان أنّ "عنوان موازنة العام 2025 يجب أن يكون الصحة، وأولويتها الصحة إن بالنسبة للأدوية أو لناحية الاستشفاء، حكومياً وخاصاً. وسأعمل كرئيس لجنة مال بالتعاون مع وزير الصحة والمستشفيات ووزارة المال لتأمين موازنة مقبولة وأفضل مما حصلنا عليه اليوم. فموازنة الـ2024 المخصصة للاستشفاء كانت 200 مليون دولار، بعدما كانت تزيد عن 400 مليون دولار في العام 2019. والمطلوب تحسين الموازنة في العام 2025، وان يأخذ مرسوم توزيع السقوف المعايير السكانية والاجتماعية والجغرافية، بما يؤمن للمواطن الخدمة أينما كان، بدل الانتقال من منطقة الى أخرى للحصول على الخدمة المطلوبة".

اما في موضوع الأدوية، فأشار كنعان الى أن "وزير الصحة شرح المعايير المعتمدة، وأن الامكانية متاحة لتأمين الدواء وفق آلية وضعتها الوزارة، على أن تبدأ المناقصة بالنسبة للأدوية الجديدة الأسبوع المقبل، وهناك امكانية لتوافر الأدوية السرطانية على مدى 10 أشهر".

وأضاف "طلبنا من الوزير كما وعدنا، أن تكون الآلية واضحة وشفافة ولا يكون هناك "ناس بسمنة وناس بزيت"، وهو ما يريده جميع المواطنين، وهو ما يريح الناس. على أن تكون هذه الآلية باشرافه ومتابعتنا، تصل الى الناس ضمن الامكانات المتوافرة والبروتوكول الذي وضعته وزارة الصحة لهذه الأدوية".

وقال "ما يهمنا أن لا يذهب الجهد الذي بذلناه كلجنة ووزارة أن لا يذهب جهدنا سدى لتأمين كلفة الدواء للمواطن في الموازنة"

أما وزير الصحة فقال "الجميع يعلم أن الهم الأساسي هو الدواء والاستشفاء. والموضوع يتعلق دائماً بالتمويل المطلوب. وهناك جهد كبير بذل في موازنة 2024، من الحكومة ثم في لجنتي المال والصحة في مجلس النواب، مع الشكر الخاص لهما، ليكون لموازنة وزارة الصحة الحجم المقبول في العام 2024، لتمكيننا من تقديم الخدمات للمواطنين".

واضاف "حصل نقاش حول كيفية توزيع السقوف، وقد شرحت وزارة الصحة المعايير المعتمدة، والتي تقوم بشكل اساس على السقوف السابقة، وحجم الاستعمال. وهذا لا يعني ضرورة التحسين في بعض الأماكن، وقد طرح نقيب المستشفيات هواجس لبعض المستشفيات في عدد من المناطق لتقوم بواجباتها تجاه المواطنين. وقد حصل نقاش مع النواب الحاضرين في الجلسة، واوضحت وزارة الصحة أن هناك احتياطي في موازنة الاستشفاء التي تستخدمها، وهو يمكّن المستشفيات باستخدامه في حال حصل لديها تجاوز في استعمال هذه الخدمات، على غرار جراحات القلب مثلاً. والمهم بالنسبة الينا جميعاً، هو عدم الوصول الى عجز المواطن عن الحصول على الخدمة، او اضطراره لتسديد فروقات خارج العقود الموقعة من قبل الوزارة مع المستشفيات".

وقال الأبيض" سعيد جداً بأننا كنا متفقين على الحلول الموجودة أمامنا، لأنها تؤمّن قدرة الجميع على الحصول على الاستشفاء في المناطق التي يتواجد فيها".

وفي موضوع الدواء قال الأبيض "الانجاز الأكبر هو ما قامت به لجنة المال والموازنة حيث بات للدواء اعتماد خاص وواضح، ما يمكننا من تأمين الاستمرارية بتأمين الدواء، بدل الحاجة لسلفات كما كان يحصل سابقاً. وهو ما سيؤمن الاستمرارية".

وأشار الأبيض الى أن "الموازنات الحالية، وإن كانت تشكّل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها غير كافية. وهناك وعد من الحكومة للعام المقبل، ومتابعة حثيثة من مجلس النواب ولجنتي المال والصحة لتعزيز هذه الموازنات، بما يسمح بتقديم خدمات أكبر، وادخال معايير افضل لخدمات افضل".

أما نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون فقال في كلمة له إنّ "وجودي اليوم كان بسبب البحث بموضوع السقوف المالية، التي اعتمدت للمستشفيات. وكانت هناك بعض الاشكاليات، وقد اتفقنا مع وزير الصحة اليوم، والوعد الذي قطعه، نعتبر أن القضية محلولة. ونوجّه الشكر للنائب ابراهيم كنعان لدعوته لحضور الاجتماع، ومبادرته للحل الذي توصلنا اليه".